من مدعاة الفخر والاعتزاز بأن اول المعدات الخاصة بالمكننة الزراعية والتي تم اختراعها من قبل الانسان قد تم صناعتها في العراق من قبل حضارات وادي الرافدين وعلى مسافة كيلومترات قليلة من موقع قسم تقنيات المكننة الزراعية في مشروع المسيب في محافظة بابل – العراق, ولا زالت هذه المعدات تستخدم الى يومنا هذا وهي على سبيل المثال لا الحصر اول معول واول محراث واول عجلة تم استخدامها لجر العربات الزراعية واول قانون تم سنه بالبشرية لتنظيم الضرائب الزراعية بحسب وسيلة الري ومصادرة الاراضي الغير مزروعة وتسليمها لمزارعين اخرين والمذكورة بمسلة حمورابي قبل 4300 سنة. في القرن الاخير تطورت تقنيات المكننة الزراعية من معدات بسيطة وبدائية الى حاصدات مجمعة وساحبات زراعية تعمل على محركات الاحتراق الداخلي التي توفر الكثير من الايدي العاملة والوقت اذ تمكن المزارع من زيادة الرقعة المزروعة ورفع غلة الحاصل في وحدة المساحة. وعلى الرغم من ذلك تسببت المكننة الزراعية حاليا بمشاكل عدة كما حصل سابقا في اميركا في عام 1935 حيث ادت عمليات الحراثة المتكررة بنفس العمق ولنفس المحصول بتعرية الاراضي الزراعية مما تسبب بتشكيل سحب وعواصف ترابية استمرت لعدة أشهر في عدة ولايات اميركية مما دفع الرئيس الاميركي (روزفلت آنذاك) بتشكيل فرق عمل بالتعاون مع الكوادر الاكاديمية في الجامعات الاميركية لبحث ودراسة هذه الظاهرة الخطيرة وعلى اثرها تم سن القوانين والضوابط التي تدعم الانتاج الزراعي من دون الاضرار بالبيئة. واليوم نشهد في بلدنا العراق المشاكل ذاتها التي عانت منها الكثير من البلدان المتطورة زراعيا ولكن للأسف لم تتخذ اي اجراءات او قوانين تحول دون تقليل آثار الاحتباس الحراري التي تزايدت بأضطراد في العراق والتي من اسبابها الرئيسية عزوف الفلاح عن الزراعة والنظرة السلبية للزراعة مما قلل الغطاء النباتي في العراق وعدم السيطرة على انبعاث الغازات من محركات الاحتراق الداخلي وتملح الاراضي بسبب قلة مسامية التربة الناتجة من الاستخدام غير المدروس للمكننة الزراعية في العراق. لذلك يهدف قسم تقنيات المكننة الزراعية الى تخريج كوادر وسطية مدربة على استخدام معدات المكننة الزراعية بطريقة علمية سليمة تراعي البيئة الزراعية وتكون مؤهلة علميا وعمليا للأنخراط في سوق العمل وخاصة في القطاع الخاص لتقليل الزخم الحاصل على التوظيف في القطاع العام وتعويض النقص الموجود في السوق المحلية.

م.د. 

رياض أحمد سرحان محمد